مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

2011/08/26

الإمام الشافعي رحمه الله

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ (150 هـ/766 م - 204 هـ/820 م)، أحد أبرز أئمّة أهل السنة والجماعة عبر التاريخ، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ. كما ويُعَدّ مؤسّس علم أصول الفقه، وأول من وضع كتابًا لإصول الفقه سماه "الرسالة". وهو مجدد الإسلام في القرن الثاني الهجري كما قال بذلك أحمد بن حنبل[1]، كما بشّر به رسول الإسلام محمد[2]: « في قولهلا تسبوا قريشاً فإن عالمها يملأ الأرض علماً» [3]، حيث قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد الإسفراييني: لا ينطبق هذا إلا على محمد بن إدريس الشافعي 
اسمه ونسبه وعائلته
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائد بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي[5]. يلتقي في نسبه مع النبي محمد في عبد مناف بن قصي.
وأما نسبه من جهة والدته، ففيه قولان، أما الأول فأن اسمها فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كما جزم به سليمان الجمل[6]، بينما اعتبر الرازي والبيهقي وفيرهما أن هذا القول ضعيف وأن الصواب والأشهر هو القول الثاني وهو أنه امرأة أزدية من الأزد من اليمن[6][7].
أما زوجته فهي حميدة بنت نافع بن عبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان ومن أولاده منها أبو عثمان محمد بن محمد بن إدريس، وهو الأكبر من ولده وكان قاضيًا بمدينة حلب وله ابن آخر يقال له الحسن بن محمد بن إدريس مات وهو طفل وهو من سريته. وللشافعي من امرأته العثمانية بنتان فاطمة وزينب
مولد ونشأته
ولد سنة 150 هـ (وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة) في حيّ اليمن في غزة[8][5]، وقيل في عسقلان[9]. مات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة وهو ابن سنتين لئلا يضيع نسبه، فنشأ بها فنشأ بمكة وقرأ القرآن
وهو ابن سبع سنين وأقبل على الرمي حتى فاق فيه الأقران وصار يصيب من عشرة
أسهم تسعة، ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم، ثم حبب إليه الفقه[5]، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر، وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة
 
طلبه للعلم وأسفاره
في مكة المكرمة
كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، حتى قال له رجل ذات مرة: «رجل من قريش ثم ابن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلمًا ما الشعر هل الشعر إذا استحكمت فيه إلا قصدت معلمًا تفقّه يعلّمك الله»[9]، فتأثر الشافعي بكلامه وعزم على التوجه لتعلم الفقه فقرأ على ابن عيينة، ثم جالس مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة (والذي أخذ عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس وابن الزبير وغيرهما، عن جماعة من الصحابة، منهم: عمرو بن علي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وغيرهم[4])، فأخذ عنه الفقه، حتى أذن له بالإفتاء وهو في سن العشرين[8]. كما وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، عن شبل، عن ابن كثير، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله[4]. وفي تلك المدة لزم الشافعي قبيلة هذيل والتي كانت أفصح العرب وكان يرحل برحيلهم وينزل بنزولهم ويحفظ أشعارهم حتى قال الأصمعي عنه: «صحّحتُ أشعار هُذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس»[8].
يقول الشافعي عن نفسه: «أقمت في بطون العرب عشرين سنة أخذ أشعارها
ولغاتها، وحفظت القرآن فما علمت أنه مرّ بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه
والمراد»[5].

رحلته إلى المدينة المنورة
اشتهر اسم مالك بن أنس في زمن الشافعي وتناقل الناس كتابه الموطأ[10]، فأراد الشافعي أن يرحل إلى المدينة المنورة للأخذ عن مالك العلم، فكان أول ما فعله هو حفظ الموطأ، فحفظه في تسع ليالٍ، ثم قصد بعدها المدينة المنورة وهو يومئذ اثنتي عشرة سنة[9] وقيل: عشرين سنة[8]، فقدم على مالك ومعه توصية من والي مكة إليه، فقرأ عليه الموطأ، فأعجب به وبقراءته فلازمه الشافعي حتى وفاة مالك سنة 179 هـ. قال عنه الشافعي: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمنّ عليّ من مالك بن أنس. مالك بن أنس معلمي وعنه أخذت العلم"[11]. وفي الوقت نفسه أخذ عن إبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك وغيرهم[10].
 رحلته إلى اليمن
بعد وفاة مالك بن أنس عاد الشافعي إلى مكة، وصادف قدوم والي اليمن إلى مكة، فطلب من الشافعي أن يذهب معه للعمل في نجران في اليمن، فذهب معه وأصبح والي نجران، فحكم فيهم بالعدل، فوجد معارضة من الناس حتى وشوا به ظلمًا إلى الخليفة هارون الرشيد أنه يريد الخلافة[4]، فأرسل في استدعائه سنة 184 هـ، لكنه لما حضر بين يدي الخليفة في بغدادأحسن الدفاع عن نفسه بلسان عربي مبين، وبحجة ناصعة قوية؛ فأعجب به الخليفة، وأطلق سراحه[10].
رحلته إلى بغداد
بقي الشافعي في بغداد، والتقى بمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة فاستفاد منه وأخذ عنه العلم حتى قال: «حملت عن محمد بن الحسن وَقر بعير، ليس فيه إلا سماعي منه»[8]. وقد بقي في ضيافة محمد بن الحسن مدة من الزمن نحو سنتين عاد بعدها إلى مكة[4]. انتقل بعدها الشافعي إلى بغداد وقدمها للمرة الثانية سنة 195 هـ حاملاً كتبًا حاويةً للمناهج والقروع التي استنبطها[8]، فاجتمع به جماعة من العلماء منهم: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والحسين بن علي الكرابيسي، والحارث بن شريح البقال، وأبو عبد الرحمن الشافعي، والزعفراني، وغيرهم[4].
وأخذ يملي هذه الكتب على تلاميذه، فدوّنوا "الرسالة" و"الأمّ"، وقد كتبها
تلميذه الزعفراني. وبقي ينشر العلم مدة سنتين، حتى شاع ذكره فسمي بـ "ناصر
الحديث"[5]. عاد بعدها إلى مكة، ثم رجع إلى بغداد للمرة الثالثة سنة 198 هـ مكث فيها عدة أشهر.

رحلته إلى مصر
بعد ذلك خرج الشافعي إلى مصر سنة 199 هـ وحينما خرج من العراق قاصدًا مصر قالو له: أتذهب مصر وتتركنا فقال لهم: هناك الممات. وحينما دخل مصر أقام في الفسطاط واشتغل في طلب العلم وتدريسه، وفي تلك المدة غيّر الشافعي الكثير من اجتهاداته وأملى من جديدٍ كتبه على تلاميذه في الفسطاط مجدِّدًا لآرائه، وقد خالف بعضها وأقرّ أكثرها[8].
وكان رَاويته لهذه الكتب الجديدة هو ربيعة بن سليمان المرادي. وصار
للشافعي بهذا نوعان من الكتب؛ أحدهما: كتبه التي بالعراق، وهي القديمة،
والأخرى بمصر وهي الجديدة. ولهذا قال بعضهم: إنّ له مذهبين: أحدهما قديم،
والآخر جديد.

مصنفاته
  • كتاب الأم.
  • الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.
  • اختلاف الحديث.
  • مسند في الحديث، سمي بـ "مسند الشافعي".
  • أحكام القرآن.
  • الناسخ والمنسوخ.
  • كتاب القسامة.
  • كتاب الجزية.
  • قتال أهل البغي.
  • سبيل النجاة.
  • ديوان شعر، طبع العديد من الطبعات، منها طبعة بعناية عبد الرحمن المصطاوي، وطبعة بعناية إميل بديع يعقوب، وطبعة بعناية صالح الشاعر.

هناك تعليق واحد: